الخميس 16 سبتمبر
الخامسة صباحا:المروحيات تحلق مجددا في سماء بيروت الغربية فتلقي الرعب في نفوس السكان.
السابعة صباحا: الدبابات تتقدم في رأس بيروت والحمرا والمزرعة، ولقيت مقاومة شرسة من مقاتلي الحركة الوطنية في بعض النقاط وبدأت القذائف الأولى تتساقط فوق صبرا وشاتيلا المحاصرتين، فيما عقد اجتماع ضم الشيوخ والوجهاء في المخيم وقرر هؤلاء الحكماء ارسال وفد الى الجيش الاسرائىلي ليوضح له انه لم يعد هناك مقاتلون في المخيمات.
وضم الوفد أربعة رجال طاعنين في السن، وتوجهوا الى السفارة الكويتية, لم يرهم أحد بعد تلك الساعة، ووجدت جثثهم بعد أيام قرب السفارة.
الثالثة بعد الظهر:تكثيف القصف على صبرا وشاتيلا، والسكان ينزلون الى الملاجئ, في بعض الملاجئ يتكدس أكثر من 300 شخص، والبعض الآخر يلجأ الى مستشفى عكا.
الخامسة بعد الظهر:ازدياد القصف في مستشفى عكا، اقترح أحدهم ارسال وفد من النساء والاطفال, لم يكونوا على علم بالمبادرة السابقة، ولا بمصير الوفد, هذا الوفد قاده سعيد، العامل المصري في محطة الوقود، ومعه نحو 50 امرأة وطفلا يحملون العلم الأبيض متجهين الى مركز القيادة الاسرائىلية, هؤلاء ايضا لم يعودوا.
السادسة عصرا:العناصر المسلحة الأولى تتسلل الى حي عرسال جنوب المدينة الرياضية, مسلحون بالفؤوس والسكاكين، يدخلون البيوت ويقتلون من يجدون داخلها، لا يسمع اطلاق نار, السكان لا يجرؤون على الخروج من بيوتهم، أو من الملاجئ نتيجة الرشقات المتفرقة والقصف.
الثامنة مساء: أرخى الليل سدوله، والسماء بيضاء بسبب مئات القنابل المضيئة, وتسمع رشقات غامضة المصدر، لكن لا أحد يجرؤ على الخروج, القناصة يطلقون النار على كل شيء يتحرك, وحدهم الجرحى يحاولون الوصول الى مستشفى عكا قبالة حرج تابت, وصل الجرحى في الليل ورووا ان ثمة مجزرة في المخيم.
وطوال الليل وبلا كلل، واصل الفريق الطبي في مستشفى عكا الاهتمام بالجرحى الذين كانوا يصلون في موجات متتالية, من جهة أخرى امتلأ المستشفى باللاجئين الفارين من المجازر, كان هناك نحو ألفين منهم مكدسين في الممرات، وفي الطبقة السفلية، وعند المدخل.