السبت 18 سبتمبر
السادسة والدقيقة الـ 30 صباحا:اقتحم أفراد الميليشيا مستشفى عكا وأمروا الفريق الطبي الأجنبي بالمغادرة, فاقتيد جميع الاطباء والممرضين (سويديان، فنلندي، دانماركي، أربعة ألمان، ثلاثة هولنديين، أربعة بريطانيين، أميركيان، ايرلندية، فرنسية) الى مدخل مخيم شاتيلا, حاول أحد التقنيين الفلسطينيين العاملين في المختبر مرافقتهم، لكنه أوقف واقتيد خلف احد الجدران، ثم سمع صوت طلق ناري بعد فترة.
في اليوم التالي وجدت جثته في المكان نفسه، يؤكد الطبيب بيير ميشلو مشاغن، الاختصاصي النرويجي بتقويم الأعضاء: «رأينا الجرافات تدمر البيوت، وتدفن الجثث تحت الركام».
السابعة صباحا:بدأ المسلحون افراغ مخيم شاتيلا وحي صبرا ممن بقي فيهما من السكان, في الليلة السابقة كانت مجموعة من الرجال حاولت يائسة الدفاع عن مدخل صبرا لجهة سينما الشرق، وأوقفوا تقدم عناصر الميليشيا عند السوق, كانت مكبرات الصوت تدعو العائلات الى الخروج من منازلها والتجمع في الشارع الرئيسي, فيخرج المدنيون في هذا الحي، يلوحون بالأعلام البيضاء لاعتقادهم انهم يواجهون الجيش الاسرائىلي, ليكتشفوا انهم امام ميليشيات لبنانية تابعة لحزب «الكتائب» أو لسعد حداد. اكتشفوا المقابر الجماعية على امتداد الشارع الرئيسي والشوارع المتفرعة منه, وفي منتصف الطريق، فصلوا الرجال عن النساء والاطفال فبدأت النساء يولولن، لكن رشقات عدة اسكتتهن, المسيرة تتقدم، لكن من وقت الى آخر يتم اقتياد بعض الرجال امام احد الجدران وتطلق النار عليهم, الجرافات تعمل, بضربة واحدة تنهار أعمدة المبنى فيسقط الركام ليدفن الجثث تحته, قرب السفارة الكويتية ومقر القيادة الاسرائىلية أزيلت البيوت، ولم يبق سوى مقبرتين جماعيتين على جانبي الطريق. توافد الصحافيون والمصورون، واذ صدمهم رعب المشهد راحوا يلتقطون صور المجزرة الجماعية وأكوام الجثث المنتفخة والتي تصفر وهي تشوى تحت أشعة الشمس الحارقة, وكانت آثار تقطيع الأعضاء، والحبال التي قيدتها، والثياب الممزقة، وفروات الرؤوس، وفقء العيون، تشهد كلها على العنف وأعمال التعذيب التي رافقت المجزرة, حتى الأحصنة أعدمت وكانت رائحة لا تطاق.لست بحاجه بأن أذكر الآخرين بأحداث مذابح صبرا وشاتيلا وكل العالم يعرفها فقد مضت 29سنه على تلك المذبحه وما زالت ماثلة أمامنا كأنها حدثت بالأمس .ولكن الذي أود أن أنوه اليه , هو أن العالم كله رغم بشاعة تلك المذبحه , لم يستطع أن يفعل شيئا لذلك السفاح الذي أشرف على المجزرة , كل الذي قدروا عليه بما فيهم العرب هو اللوم والإستنكار فقط لا غير, ويا ليتهم وصلوا حتى لمستوى استنكار اسرائيل نفسها بفعلة ذلك السفاح . فوا عجبا !! القاتل يدين نفسه أكثر من ادانتنا له !! . لماذا؟؟أوربما معايير العالم بمن فيهم أخواننا العرب مقلوبة كحالنا . فعندما تجرأت المحاكم البلجيكيه على محاولة محاكمة شارون لفعله تلك المجازر , فقد جن جنون أمريكا واسرائيل لتجرؤ أحد لمحاسبة القاتل .وأصدر بالنهايه القضاء البلجيكي قرارا بعدم مشروعية محاكمة شارون !!! فيا للعجب .........الأوروبيون يحاولون فعل شيء أما العرب فلا يحاولون فعل الشيء نفسه واكتفوا بلطم الخدود وشق الجيوب .