ج - قوى التغيير الجديدة
مع بداية القرن الجديد شهدت الساحة السياسية الموريتانية بروز العديد من القوى السياسية اتفقت جميعًا في معارضتها القوية للنظام السابق، وعملها على إزاحته، وذلك رغم تفاوتها في الحضور الشعبي وتباينها في الخطاب السياسي.
ومن أهم العوامل التي ساعدت على بروز تلك القوى انتشار الصحوة الإسلامية في المجتمع بفعل التأثير الإعلامي والسياسي، وانتشار المساجد، وقوة الخطاب الدعوي الجديد وجاذبيته، خصوصًا لدى قطاعات كبيرة من الشباب والعمال والنساء.
1 - التيار الإسلامي الموريتاني
وهو تيار نشأ خلال العقود الثلاثة الماضية، ومرّ بالعديد من المراحل السياسية والتفاعلات الداخلية.
وظهر كتيار سياسي يسعى للمشاركة في العملية السياسية بشكل أكبر، ويسيطر على نقابات كالأساتذة والطلاب.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (28 سبتمبر 2000) برز الإسلاميون كأهم القوى السياسية المناهضة لنظام الرئيس ولد الطايع، واتجاهه للتطبيع مع إسرائيل.
واستخدم الإسلاميون كل أدواتهم لمواجهة النظام المخلوع، وانتقلت المعركة إلى ساحات المساجد والجامعات قبل نقلها إلى الشارع، بدءًا من مهرجان النفير وانتهاء بالمواجهات اليومية في الساحات العمومية وأمام السجون.
ويغلب على التيار الإسلامي في موريتانيا "التيار الإسلامي الوسطي" القريب من فكر الإخوان المسلمين.
وظهر الثقل الجماهيري لهذا التيار بقوة خلال المؤتمرات والفعاليات الشعبية التي نظمها أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، حيث شارك فيها الآلاف من أنصاره، مما ساهم في تصاعد الحديث عن إمكانية اكتساحه للانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة.
وليس للتيار حزبًا سياسيًّا، ورغم ذلك لا تمنعهم السلطات من ممارسة العمل السياسي، ولهم مقرات في كل أنحاء البلاد.
ومنذ ظهور التعددية الحزبية في موريتانيا مع بداية التسعينيات يواجه الإسلاميون رفض الحكومات المتوالية، وآخرها حكومة المجلس العسكري الحاكم حاليًّا، مطلبهم بإنشاء حزب سياسي.