أتاحت خصوبة التربة التي تسبب فيها الفيضان الموسمي لنهر
النيل و المناخ الدافئ المعتدل و الحماية النسبية التي توفرها الصحروات المحيطة بوادي النيل قيام حضارة مزدهرة مبكرة حول ضفتيه هي إحدى أكبر حضارات العالم القديم و أبكرها.
ظهرت إرهاصات أولى لسكنى جماعات بشرية حول
وادي النيل منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد في شكل جماعات
صائدة تستخدم
أدوات حجرية، استمرت في النزوح المستمر ناحية نهر
النيل بازدياد الجفاف (8000 ق.م) و تحول المراعي إلى صحارى و كذلك تحول
المستنقعات المجاورة للنهر إلى أراضي صالحة للسكن، لتظهر آثار استقرار و
زراعة مبكرة للحبوب في الصحراء الشرقية في الألف السابع قبل الميلاد.
أبو الهول
تأسست
دولة مركزية ضمت وادي النيل من مصبه حتى الشلال الأول عاصمتها
منف حوالي عام 3100 قبل الميلاد على يد ملك شبه أسطوري عرف تقليديا باسم
مينا (و يمكن أن يكون
نارمر أو
حور عحها) لتحكمها بعد ذلك
أسرات ملكية متعاقبة على مر الثلاثة آلاف عام التالية لتكون أطول الدول الموحدة تاريخا؛ و لتضم حدودها في فترات مختلفة أقاليم
الشام و
النوبة و أجزاء من الصحراء الليبية، حتى أسقط
الفرس آخر تلك الأسرات، و هي
الأسرة الثلاثون عام 343 ق.م.؛ توالى على مصر بعدها
اليونان البطالمة (منذ عام 332 ق.م) الذين تحولت عاصمتهم
الإسكندرية إلى أهم حواضر العالم القديم ، ثم
الرومان عام 30 ق.م.، لتصبح مصر فيما بعد جزءا من الإمبراطورية
البيزنطية حتى غزاها الفرس مجددا لبرهة وجيزة عام 618 ميلادية قبل أن يستعيدها البيزنطيون عام 629 قبيل مجيء
العرب عام 639 ميلادية.