الحباب هي إحدى القبائل البجاوية التي تمتعت بالنفوذ والسطوة لمدة طويلة وامتد سلطانهم علي امتداد سواحل البحر الأحمر ليغطي مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة ما بين سواكن و مصوع .
وهي تقريبا نفس المنطقة التي كانت تقع فيها مملكتا جارين وبقلين اللتان ذكرهما اليعقوبي في تاريخه .وفي قلب هذه المنطقة بالذات تقع "هجر"العاصمة التاريخية للبجة حيث ما تزال هنالك منطقة أثرية تحمل هذا الاسم حتى تاريخ اليوم.
أن الحباب ليست قبيلة فحسب ،بل هي أمة مجيدة امتد ملكها خلال خمسة قرون ،اعتبارا من القرن الخامس عشر في الفترة من عام 1470م حتى عام 1948م, وذلك بحسبان أنها قد شملت عددا كبيرا من القبائل التي عاشت مع بعها وتصاهرت فيما بينها واتحدت مصالحها لتشكل كيانا متحدا عرف بالحباب ،بيد أن هذا الكيان قد تعرض لتطورات هامة خلال الستين عاما الماضية ولكي نتمكن من توضيح تلك التطورات لا بد لنا أن نعطي نبذة موجزة عن النظام الطبقي الفريد الذي كان سائدا وسط قبائل الحباب .
النظام الاجتماعي عند الحباب : نقول أن الحباب ، شأنها شأن الكثير من قبائل المنطقة، كانت تتمتع بنظام طبقي خاص أشبه بذلك الذي كان سائدا في اليونان القديمة ، فقد كانت هناك ثلاثة طبقات تتطلع كل واحدة منها بمهام محددو لتكتمل في خاتمة المطاف مطلوبات الحياة باكتمال هذا الشكل مكونا كيان الحباب ، وقد كانت الطبقات علي النحو التالي :-
الطبقة الأولى :- وكانت هذه تشكل من الحكام والمحاربين وقوام هذه الطبقة هم بين النظارة وإخوانه
الطبقة الثانية : وتتكون من الرعاة والزراع ، وهذه الطبقة كانت تضم عددا كبيرا من القبائل المتفرقة الأصول ، وكانت ذات أهمية قصوى في تدرج التنظيم الاجتماعي للحباب باعتبار أنها تعمل علي سد ثغرة الأمن الغذائي لطبقة الحكام والأمراء .