قصص دينية.......

(1) أصغر شهداء بدر
عمير بن أبي وقاص ، أخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، نحيف الجسم ، ضعيف ، لم يكن قد جاوز السادسة عشرة من عمره يوم نفر المسلمون مع رسولهم القائد صلى الله عليه وسلم يريدون بدراً ، لكن قوة الإيمان لا تقاس بالسن ، ولا بالجسم فاندفع عمير مع المندفعين في سبيل الله .
وفوجئ الرسول القائد صلى الله عليه وسلم وهو يتفقد صف جيشه بعمير بن أبي وقاص يقف في المقدمة وهو يطاول وقفته ليكبر في عين قائده .
ويشفق الرسول القائد صلى الله عليه وسلم على سن عمير الغض ، وجسمه النحيف ، فينحيه بلطف عن الصف ، وكأنما يقول له : دع هذا الأمر للرجال يا بني .
لكن عميراً لا يتراجع عن عزمه بسهولة ، فيلح على رسول الله القائد صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بقتال الكافرين ، فيرده القائد بلطف مرة أخرى ، فإذا بالدمع يتساقط غزيراً من عيني عمير ويأذن له بقتال المشركين ، ويدعو له بالخير .
فلما احتدم القتال واشتد ، انطلق عمير بن أبي وقاص يقاتل المشركين قتالا لا تقدر عليه صناديد الرجال ، فتكالبت عليه السيوف من كل جانب ، ثم لم يلبث أن غدر به العاص بن سعيد فأرداه شهيداً في سبيل الله . فكان أصغر شهداء بدر رضي الله عنه .

(2) قاتل أبي جهل

--------------------------------------------------------------------------------

في بدر ، حين برز عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبه ، وابنه الوليد ، يتحدون أبطال الإسلام للمبارزة ، كان أول من نفر إليهم عوف بن الحارث ، وأخوه معوذ ، وعبدالله بن رواحة وكلهم من الأنصار .
فلما نادى عتبة بي ربيعة : يا محمد ما هؤلاء بأكفائنا ، فأخرج لنا أكفاءنا من قومنا ، وأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار أن يتراجعوا ، لينفر بدلاً منهم ثلاثة من صناديد الإسلام المهاجرين ولكن هذه العنجهية التي أبداها زعامة قريش الكافرة ، قد فجرت في قلب معوذ بن الحارث بركاناً من الغضب لله ورسـوله ،فأقسم في نفسه ، أن يفجع اليوم قريشاً بسيدها وزعيمها ( أبي جهل ) لعنه الله ، فإن مات دون ذلك ، فهي الشهادة يدق بها أبواب الجنة
ومضى معوذ ، وكان شاباً في مقتبل العمر ، يتحسس مكان أبي جهل ، ولم يكن يعرفه إذا رآه ، فسأل أحد إخوانه من المهاجرين ، وهو معاذ بن عمرو بن الجموح أن يدله على أبي جهل ، فيسأله معاذ ، وقد شفق على عودة الغضن :
وما الذي تريده من أبي جهل يا أخا الإسلام … ؟
فيجيبه معوذ بصلابة وعزم : إنه كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة كثيراً ، وإني لأرجو الله أن أنتقم منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأدرك معاذ بن عمرو بن الجموح ، أن معوذ بن الحارث جاد فيما يقول ، فأجال بصره في ميدان القتال . فبصر بأبي جهل يتهادى بين الجموع بكبرياء ، وصلف ، فأشار إليه وقال : ذاك هو أبو جهل يا أخا الإسلام ، فلننطلق إليه معنا لعل الله يظفرنا به .
ويندفعا إليه ، فيضربه معاذ بن عمرو بن الجموح ضربة بالسيف فيقطع ساقه ، فيعاجله عكرمة بن أبي جهل ، وكان لا يزال على الكفر ، بضربة سيف تقطع يده .
ويثور الدم في عروق معوذ ، وهو يرى الدم ينفر من يد معاذ بن عمرو ، فيندفع نحو أبي جهل ، فيضربه ضربة تقعده عن الحراك ، ويكاد يجهز عليه إلى نار جهنم . لولا أن تكاثرت سيوف صناديد قريش ، وقد هالها حال سيدها ، فتثخن بمعوذ الجراح ، حتى يتهادى شهيداً في سبيل الله ، بعد أن انتقم لرسوله القائد من أبي جهل لعنه الله .

جميــل ،،، يا بروف جمال